الانترنت المتكامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الانترنت المتكامل



    طفل بمليار مسلم

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 51
    العمر : 33
    الموقع : https://ahfit.yoo7.com
    العمل/الترفيه : طالب
    المزاج : رايق
    تاريخ التسجيل : 15/02/2009

    طفل بمليار مسلم Empty طفل بمليار مسلم

    مُساهمة  Admin الجمعة فبراير 20, 2009 1:49 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    بينما شيطان ثقيف الحجاج بن يوسف الثقفي جالسا في منظرة له وعنده وجوه اهل العراق اتي بصبي يبلغ عمره بضع عشرة سنة وله ذؤابتان مرخيتان قد بلغتا خصره , فلما ادخل عليه لم يعبأ بالحجاج ولم يكثرث به , وانما صار ينظر الى بناء المنظرة وما فيها من العجائب ويلتفت يمينا وشمالا ثم اندفع يقول { اتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون } الشعراء
    وكان الحجاج متكءا فاستوى في مقعده .
    وقال : يا غلام , اني ارى لك عقلا وذهنا أحفظت القرآن ؟
    قال : او خفت عليه من الضياع حتى احفظه , وقد حفظه الله تعالى ؟
    قال : افجمعت القرآن ؟
    قال : أوكان مفرقا حتى اجمعه ؟
    قال : افا حكمت القرآن ؟
    قال : أوليس الله انزله محكما ؟
    قال : أفاستظهرت القرآن ؟
    قال : معاذ الله ان اجعل القرآ، وراء ظهري .
    فقال الحجاج : وقد ثار غضبه : ويلك قاتلك الله .. وماذا اقول ؟
    قال الغلام : الويل لك ولقومك , قل : أوعيت القرآ، في صدرك ؟
    فقال الحجاج : فاقرأ شيئا .
    فاستفتح الغلام : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم { اذا جاء نصر الله والفتح * ورايت الناس {{ يخرجون من }} دين الله افواجا }
    فقال الحجاج : ويحك انهم { يدخلمن }
    فرد عليه الغلام قائلا : كانوا يدخلون , اما اليوم فصاروا يخرجون .
    فقال الحجاج : ولم ؟
    فقال الغلام : نعم شيطان ثقيف الحجاج .
    قال الحجاج : ويلك من رباك ؟
    قال الغلام : الذي زرعك .
    قال الحجاج : فمن امك ؟
    قال الغلام : التي ولدتنى .
    قال الحجاج : فاين ولدت ؟
    قال الغلام : في بعض الفلوات .
    قال الحجاج : فاين نشات ؟
    قال الغلام : في بعض البراري
    قال الحجاج : أمجنون انت فأعالجك ؟
    قال الغلام : لم كنت مجنونا لما وصلت اليك وؤقفت بين يديك كأنني ممن يرجون فضلك او يخاف عقابك .
    قال الحجاج : فما تقول في امير المؤمنين ؟
    قال الغلام : رحم الله ابا الحسن رضي الله عنه واسكنه جنات خلده .
    قال الحجاج : ليس هذا عنيت , وانما اعني عبد الملك بن مروان .
    قال الغلام : على الفاسق الفاجر لعنة الله .
    فقال الحجاج : ويحك بم استحق اللعنة امير المؤمنين ؟
    قال الغلام : اخطا خطيئة ملأت ما بين السماء والارض .
    قال الحجاج : ما هي ؟
    قال الغلام : استعماله اياك على رعيته , تستبيح اموالهم , وتستحل دماءهم .
    فالتفت الحجاج الى جلسائه , وقال : ما تشيرون في هذا الغلام ؟
    قالوا : اسفك دمه , فقد خلع الطاعة وفارق الجماعة .
    فقال الغلام : ياحجاج , جلساء اخيك فرعون خير من جلسائك , حيث قالوا لفرعون عن موسى عليه السلام واخيه { أرجه واخاه } الاعراف
    وهؤلاء يامرون بقتلي ـ اذن والله تقوم عليك الحجة بين يدي الله ملك الجبارين ومذل المستكبرين .
    فقال الحجاج : هذب الفاظك وقصر لسانك , فاني اخاف عليك بادرة الامر , وقد امرت لك باربعة الاف درهم .
    فقال الغلام : لا حاجة لي بها .. بيض الله وجهك , واعلى كعبك .
    فالتفت الحجاج الى جلسائه وقال : هل علمتم ما اراد بقوله : بيض الله زجهك واعلى كعبك ؟
    قالوا : الامير اعلم .
    قال : اراد بقوله : بيض الله وجهك العمى والبرص , وبقوله : اعلى كعبك التعليق والصلب .
    ثم التفت الفى الغلام وقال له : ما تقول فيما قلت ؟
    قال الغلام : قاتلك الله ما أفهمك !
    فاستشاط الحجاج غضبا وامر بضرب عنقه , وكان الرقاشى حاضرا فقال : اصلح الله المير هبه لي .
    قال : هو لك , لابارك الله لك فيه .
    فقال الغلام : والله لا ارى ايكما احمق من صاحبه , الواهب اجلا قد حضر , ام المستوهب اجلا لم يحضر ؟
    فقال الرقاشي : استنقدك من القتل وتكافئني بهذا الكلام ؟
    فقال الغلام : هنيئا لي الشهادة ان ادركتني السعادة , والله ان القتل في سبيل الله احب الي من ان ارجع الى اهلي صفر اليدين .
    فامر له الحجاج بجائزة وقال : ياغلام قد امرنا لك بمائة الف درهم , وعفونا عنك لحداثة سنك , وصفاء ذهنك , وحسن توكلك على الله , واياك والجراة على ارباب الامر فتقع مع من لا يعفو عنك .
    فقال الغلام : العفو بيد الله لا بيدك , والشكر له لا لك , ولا جمع الله بيني وبينك , ثم هم بالخروج فابتدر الغلمان .
    فقال الحجاج : دعوه , فوالله ما رايت اشجع منه قلبا , ولا افصح منه لسانا . ولعمرى ما رايت مثله قط , وعسى هو لا يجد مثلي , فان عاش هذا الغلام ليكونن اعجوبة عصره .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:24 pm