السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشا الشاى اول ما نشأ في بلاد الصين حيث اطلق عليه لفظ " شا " وقد تناولت الاساطير الصينية كيف بدات عادة شرب الشاي فزعمت انه في عام 540 بعد الميلاد حضر من الهند رجل متعبد يدعو الناس الى الخير والسلام , فعزم ان يمتنع عن النوم ليتامل في فضائل ربه"بوذا" ويسبح بحمده ليلا ونهارا وظل على هذا النحو مدة طويلة ثم غلبه النوم فلما استيقظ غضب على نفسه فقص اجفان عينيه عقابا وطلبا للغفران ثم عاد الى عبادته وسهره المتواصل فلما عاوده النعاس مرة اخرى راح يتسلى بمضغ اوراق شجرة كانت بجواره فوجد فيها ضالته , اذ اعانته على مغالبة النوم .
هكذا عرف نبات الشاي في الصين , ثم انتقل منها الى اليابان , ثم زحف غربا الى الهند , ثم ادخلته شركة الهند الشرقية الى اوربا في عام 1610 فدخل انجلترة كما دخل البلاد الاوروبية الاخرى كشىء كمالي نادر , حيث كان يباع الطل منه بأكثر من عشرة جنيهات , وهذا هو الذى جعله مقصورا في مبدا الامر على طبقة الاغنياء دون عامة الشعب , وفي بداية استعمال الانجليز للشاي كان يغلي مع الماء على النار مدة لا تقل عن نصف ساعة , ثم يصفى لتؤخذ اوراقه المتبقية لتوضع مخلوطة بالزبد على الخبز المقدد , ولكن سرعان ما صحح لهم تجار الشاي هذا الخطاء ثم اخذت عادة شرب الشاي تنتشر رويدا رويدا في الشعب الانجليزي حتى اصبح اكثر شعوب العالم حبا للشاى , اذ يستهلك الفرد ما يقرب من ثمانية ارطال منه كل عام .
ونحن مدينون بفنجان الشاى الى شجرة دائمة الخضرة لا يزيد طولها بين 5 ـ 10 ـ سم ويزداد المقطوف منها بعد ذلك عاما بعد عام .
وقبل ان يرد الينا الشاي بالصورة التي اعتدناها يمر على عدة عمليات , تبدا بقطف الاوراق ثم بنشرها لتجفيفها ثم ببرمها وليها مع الضغط لتكسير الخلايا لتجود بزيتها العطري .
وبعد ذلك تجري عملية التخمير , فتعرض الاوراق لحرارة تبلغ 35 درجة مئوية فتتحول من اللون الاخضر الى اللون القاتم , وذلك لتأكسد حمض التانيك الموجود بالورقة , فيستحيل الى مادة ذات لون قاتم تكسب الشاي لونه العادي , وتعد هذه العملية في طليعة العوامل التي تتوقف عليها جودة الشاي وحسن مذاقه .
وقد يتسأئل القاري عن الفرق بين الشاي الاخضر والشاي الاسود العادي .... فأجيبه بأن الفرق يعود الى تباين في طريقة اعداد كل منهما قبل ان يصل الينا , فالشاي الاخضر يحمص في اوعية تسخن بالغازات تسخينا هينا , من شانه ان يقتل بعض الخمائر المؤكسدة لحامض التانيك والمسببة للون القاتم , اما الخمائر المتبقية والتي لم يقتلها التسخين فهي التي تقوم بعبء عملية التخمير , وهذه الطريقة تجعل الشاي في النهاية حافظا لشىء من اخضراره .
ومادة الكافيين هي المادة الفعالة في اوراق الشاي كما انها هي المادة الفعالة في البن ايضا , وتوجد مادة الكافيين بنسبة 2ـ5 بالمئة من وزن ورق الشاي , وللكافيين تاثير منشط لمراكز المخ , فهو يزيد يقظته ونشاطه , ويذهب بالتعب الفكري والبدني على السواء .
وبجوار مادة الكافيين توجد مواد اخرى كانتانين الذي تترواح نسبته بين 10 ـ 15 بالمئة من وزن الاوراق وهي مادة قابضة ترسب الزلال والمخاط باللسان والفم وباغشية القناة الهضمية , وان اضافة اليمون الى الشاي تضعف تاثير التانين وتقلل اضراره .
وبالشاي ايضا زيوت طيارة تكسبه نكهة تنطلق الى انف اشارب فيجد منها السبيل الى نفسه وقلبه , وهذه الزيوت موجودة بقدر مقبول بحيث لو زاد عن ذلك ما طاب مذاق الشاي
نشا الشاى اول ما نشأ في بلاد الصين حيث اطلق عليه لفظ " شا " وقد تناولت الاساطير الصينية كيف بدات عادة شرب الشاي فزعمت انه في عام 540 بعد الميلاد حضر من الهند رجل متعبد يدعو الناس الى الخير والسلام , فعزم ان يمتنع عن النوم ليتامل في فضائل ربه"بوذا" ويسبح بحمده ليلا ونهارا وظل على هذا النحو مدة طويلة ثم غلبه النوم فلما استيقظ غضب على نفسه فقص اجفان عينيه عقابا وطلبا للغفران ثم عاد الى عبادته وسهره المتواصل فلما عاوده النعاس مرة اخرى راح يتسلى بمضغ اوراق شجرة كانت بجواره فوجد فيها ضالته , اذ اعانته على مغالبة النوم .
هكذا عرف نبات الشاي في الصين , ثم انتقل منها الى اليابان , ثم زحف غربا الى الهند , ثم ادخلته شركة الهند الشرقية الى اوربا في عام 1610 فدخل انجلترة كما دخل البلاد الاوروبية الاخرى كشىء كمالي نادر , حيث كان يباع الطل منه بأكثر من عشرة جنيهات , وهذا هو الذى جعله مقصورا في مبدا الامر على طبقة الاغنياء دون عامة الشعب , وفي بداية استعمال الانجليز للشاي كان يغلي مع الماء على النار مدة لا تقل عن نصف ساعة , ثم يصفى لتؤخذ اوراقه المتبقية لتوضع مخلوطة بالزبد على الخبز المقدد , ولكن سرعان ما صحح لهم تجار الشاي هذا الخطاء ثم اخذت عادة شرب الشاي تنتشر رويدا رويدا في الشعب الانجليزي حتى اصبح اكثر شعوب العالم حبا للشاى , اذ يستهلك الفرد ما يقرب من ثمانية ارطال منه كل عام .
ونحن مدينون بفنجان الشاى الى شجرة دائمة الخضرة لا يزيد طولها بين 5 ـ 10 ـ سم ويزداد المقطوف منها بعد ذلك عاما بعد عام .
وقبل ان يرد الينا الشاي بالصورة التي اعتدناها يمر على عدة عمليات , تبدا بقطف الاوراق ثم بنشرها لتجفيفها ثم ببرمها وليها مع الضغط لتكسير الخلايا لتجود بزيتها العطري .
وبعد ذلك تجري عملية التخمير , فتعرض الاوراق لحرارة تبلغ 35 درجة مئوية فتتحول من اللون الاخضر الى اللون القاتم , وذلك لتأكسد حمض التانيك الموجود بالورقة , فيستحيل الى مادة ذات لون قاتم تكسب الشاي لونه العادي , وتعد هذه العملية في طليعة العوامل التي تتوقف عليها جودة الشاي وحسن مذاقه .
وقد يتسأئل القاري عن الفرق بين الشاي الاخضر والشاي الاسود العادي .... فأجيبه بأن الفرق يعود الى تباين في طريقة اعداد كل منهما قبل ان يصل الينا , فالشاي الاخضر يحمص في اوعية تسخن بالغازات تسخينا هينا , من شانه ان يقتل بعض الخمائر المؤكسدة لحامض التانيك والمسببة للون القاتم , اما الخمائر المتبقية والتي لم يقتلها التسخين فهي التي تقوم بعبء عملية التخمير , وهذه الطريقة تجعل الشاي في النهاية حافظا لشىء من اخضراره .
ومادة الكافيين هي المادة الفعالة في اوراق الشاي كما انها هي المادة الفعالة في البن ايضا , وتوجد مادة الكافيين بنسبة 2ـ5 بالمئة من وزن ورق الشاي , وللكافيين تاثير منشط لمراكز المخ , فهو يزيد يقظته ونشاطه , ويذهب بالتعب الفكري والبدني على السواء .
وبجوار مادة الكافيين توجد مواد اخرى كانتانين الذي تترواح نسبته بين 10 ـ 15 بالمئة من وزن الاوراق وهي مادة قابضة ترسب الزلال والمخاط باللسان والفم وباغشية القناة الهضمية , وان اضافة اليمون الى الشاي تضعف تاثير التانين وتقلل اضراره .
وبالشاي ايضا زيوت طيارة تكسبه نكهة تنطلق الى انف اشارب فيجد منها السبيل الى نفسه وقلبه , وهذه الزيوت موجودة بقدر مقبول بحيث لو زاد عن ذلك ما طاب مذاق الشاي
